علاج نقص مخزون البويضات

ما المقصود بنقص مخزون المبيض؟ هل هي حالة يمكن علاجها بالأدوية أم تشوه خُلقي لا يمكن علاجه؟ الكثير من الأسئلة الشائعة عن أسباب وعلاج نقص مخزون البويضات تسألها سيدات مُصابة بتلك الحالة، في محاولة منهن لإيجاد حل يساعدهن في زيادة عدد البويضات كي يتمكنوا من الإنجاب، ويجيب عنها مجموعة من استشاريي الخصوبة بمركز زينة الحياة في السطور التالية.

 

 

ماذا نعني بنقص مخزون المبيض؟

خلال التكوين الجنيني للفتايات، تتكون المبايض وبداخلها عدد محدد من البويضات غير قابلة للتجدد أو الزيادة في العدد، وعند وصول الفتاة لمرحلة البلوغ يبدأ كل مبيض بالتناوب في فقدان بويضة واحدة كل 28 يومًا، لذا يقل مخزون المبيض تدريجياً حتى الانتهاء منه تمامًا مع بلوغ سن اليأس. 

تُصاب بعض الحالات بقلة عدد البويضات الموجودة داخل المبيض عن المعدلات الطبيعية لها، وهو ما يُطلق عليه طبياً اسم نقص مخزون المبيض.

قبل التطرق إلى ذكر طرق علاج نقص مخزون البويضات نحتاج إلى توضيح أسباب الإصابة والتحاليل الطبية المختلفة لتشخيصها.

أسباب نقص مخزون البويضات

تعود أسباب معاناة بعض السيدات من الإصابة بنقص مخزون البويضات إلى عدة أسباب منها الآتي:

 

  • التقدم بالعمر، كلما تقدم عمر المرأة كلما فقد المبيض عددًا من البويضات على هيئة نزيف مهبلي أثناء الدورة الشهرية، كما يؤثر عامل العمر أيضاً على جودة البويضات المتبقية داخل المبايض وقدرتها على الانقسام وتكوين أجنة سليمة.

 

  • البطانة المهاجرة، وهي أكياس دموية  تتكون على أحد المبيضين أو كليهما، والتي تتسبب في تآكل وتلف أنسجة المبيض، وهو ما يؤدي إلى نقص مخزون البويضات الطبيعي.

 

  • عملية تثقيب المبيض، عملية التثقيب من الجراحات التي تُجرى بالمنظار بهدف تثبيط إفراز الخلايا لهرمونات الذكورة للتخلص من تكيسات المبيض، لذا يلجأ الأطباء إلى هذه الجراحة كحل نهائي في حال فشل علاج التكيسات بالأدوية.

 

  • أورام المبيض، والذي يستوجب التدخل الجراحي لاستئصاله، وفي حال الاعتماد على جراح غير مؤهل بالقدر الكافي فإنه قد يقوم باستئصال جزء كبير من أنسجة المبيض -بما يحتويه من بويضات أثناء الجراحة- وهو ما يؤدي إلى نقص مخزون المبيض.

 

  • العامل الوراثي، وهو من الأسباب النادرة التي تؤدي إلى نقص مخزون البويضات، إذ تولد بعض السيدات ولديهن مشكلة في الجينات المسؤولة عن تكوين البويضات.

طرق تشخيص الإصابة بنقص مخزون البويضات

يمكن معرفة الإصابة بنقص مخزون البويضات من عدمها عن طريق إجراء أحد الاختبارات المعملية التالية:

 

  • فحص هرمون FSH: وهو أحد الهرمونات المفرزة من الغدة النخامية في المخ، وله تأثير هام على إتمام عملية الإباضة وغيرها، ويمكن إجراء هذا التحليل في اليوم الثاني أو الثالث أو الرابع من الدورة الشهرية.

في حال زيادة نسبة هرمون FSH في الدم عن المعدل الطبيعي له وهو (12) يعد ذلك مؤشراً على الإصابة ينقص مخزون المبيض.

 

هل يمكن علاج نقص مخزون البويضات عن طريق الحد من نسبة هرمون FSH في الدم؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب أولاً توضيح فكرة بسيطة، وهي أن هذا الهرمون يؤثر على معدل نمو البويضات وإكمال عملية الإباضة، والتغيير في نسبة إفرازه يؤثر على تلك العملية فقط، لكنه بالتأكيد لن يستطيع تعويض النقص في عدد البويضات.

 

  • فحص هرمون AMH: وهو أشهر الفحوصات المستخدمة في الكشف عن نقص مخزون المبيض، ويتميز بدقته العالية. لكن يجب إن يُجرى داخل مركز متخصص تحت إشراف كبار المتخصصين للحفاظ على عينة الدم وإجراء التحليل بأفضل طريقة ممكنة. 
  • فحص AFC: وهو فحص بالسونار يُجرى من قبل متخصص خصوبة لرؤية البويضات الأولية في المبيض وعددها، ومعرفة عدد البويضات المُنتجة شهرياً.

 

علاج نقص مخزون البويضات 

بعد تشخيص الحالة ومعرفة سبب الإصابة، يُصبح الخيار الوحيد من أجل علاج نقص مخزون البويضات هو إجراء عملية الحقن المجهري.

تُعد عملية الحقن المجهري هي الحل الفعال في علاج نقص مخزون البويضات ومساعدة الزوجات الراغبات في الإنجاب، من خلال متابعة التبويض وتحديد الوقت المناسب لسحب البويضات من المبيض، ودمجها مع الحيوانات المنوية للزوج في وسط ملائم للانقسام وتكوين الأجنة.

كيف يتم متابعة التبويض؟ تبدأ متابعة التبويض من اليوم التاسع بعد انتهاء دورة الطمث، إذ يبدأ الطبيب في فحص الزوجة دورياً ويصف لها مجموعة من الأدوية التي تحث المبيض على إنتاج أكبر عدد ممكن من البويضات.

 

تستمر الزوجة على تناول المنشطات عدة أيام متتالية، حتى تصل البويضات إلى الحجم المطلوب.

عند نضج البويضات يستبدل الطبيب الأدوية المنشطة بحقنة تُعرف باسم الحقنة التفجيرية، والتي تساعد على إتمام عملية الإباضة وخروج البويضات الناضجة من المبيض إلى قناة فالوب ثم الرحم.

تُسحب البويضات من الرحم عن طريق عملية بسيطة تحت تأثير المخدر الموضعي، وتُدمج مع الحيوانات المنوية للزوج بعد فحصها واختيار الأفضل منها، وتحفظ العينات في حضّانات خاصة، ويمكنكم معرفة المزيد حول العملية من خلال قراءة مقال “تجربتي مع متابعة التبويض“.

 

نتيجة عدم اكتشاف وسيلة طبية تساعد على تعويض وعلاج نقص مخزون البويضات إلى الآن، تظل عملية الحقن المجهري هي الحل الوحيد الذي يمكن من خلاله استثمار عدد البويضات الموجود في تكوين الأجنة وحدوث الحمل -بإذن الله-.