تُعد الدورة الشهرية دلالة صحية مهمة، وتختلف كمية الدم المفقودة خلالها من سيدة لأخرى، غير أن انخفاض كمية الدم يمثل مؤشرًا على مشكلة كامنة، تتطلب استشارة الطبيب.

في هذا المقال، سنتناول أهم أسباب قلة دم الدورة وكيفية التغلب عليها حتى تعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها.


أسباب قلة دم الدورة

الدورة الشهرية عملية طبيعية تبدأ عادة في فترة المراهقة بين سن 12 و15 عامًا -وقد تحدث في بعض الحالات قبل أو بعد ذلك العمر-.

وتتكرر الدورة الشهرية في العموم كل 21 و35 يومًا، ويستمر النزف لمدة تتراوح ما بين 2 و7 أيام، وتختلف كمية الدم المفقود وأعراض الدورة من امرأة إلى أخرى.

وفي بعض الأحيان قد تلاحظ بعض النساء تغيرًا في كمية الدم المفقود، إذ يصبح أقل من المعتاد وهو ما يثير تساؤلات حول أسباب قلة دم الدورة، سنتناول فيما يلي أبرزها:

التغيرات الهرمونية

للهرمونات دور رئيسي في تنظيم الدورة الشهرية بالأخص هرموني الإستروجين والبروجسترون، فهما المسؤولان عن تحفيز بطانة الرحم وتنظيم نزول الدورة الشهرية، وإذا حدث أي خلل فيهما، فقد يؤدي ذلك إلى قلة دم الدورة مع انتظامها.

تعرف إلى: سبب تأخر الحمل مع انتظام الدورة

تناول حبوب منع الحمل

حبوب منع الحمل من الأسباب الشائعة لقلة دم الدورة، لأنها تحتوي على هرمونات تمنع الإباضة ولا تزيد سُمك بطانة الرحم، وفي إثر ذلك قد تعاني بعض النساء من دورات شهرية خفيفة للغاية أو تتوقف الدورة تمامًا لديهن.. ولكن ماذا عن قلة دم الدورة بعد حبوب منع الحمل؟

بعد التوقف عن استخدام حبوب منع الحمل، قد تلاحظ النساء تغيرات مؤقتة في نمط الدورة، تتضمن قلة دم الدورة لأن الجسم خلال هذه الفترة ما زال يستعيد توازنه الهرموني.

التوتر والإجهاد النفسي

الضغط النفسي والإجهاد يلعبان دورًا كبيرًا في الصحة العامة، بما في ذلك الدورة الشهرية، ويُعد التوتر من أكثر العوامل التي تؤثر في الدورة الشهرية ويؤدي إلى تغييرات في كمية الدم المفقودة أو انتظامها وتعود الأمور إلى طبيعتها مع ذهاب سبب الضغط والتوتر.

التغيرات في الوزن

الزيادة أو النقصان السريع في الوزن قد يؤثران بصورة كبيرة في كمية الدم خلال الدورة الشهرية، ففقدان الوزن في فترة قصيرة قد يؤدي إلى نقص كمية الدم أو توقف الدورة تمامًا، لأن الدهون تلعب دورًا في إنتاج هرمون الإستروجين.

ممارسة الرياضة بصورة مفرطة

ممارسة الرياضة بصورة مفرطة، خاصة بين الرياضيين المحترفين، يمكن أن تؤدي إلى قلة دم الدورة أو انقطاعها، بسبب انخفاض مستوى الدهون في الجسم كثيرًا.

الأمراض المزمنة

الإصابة ببعض الحالات الصحية المزمنة مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS) أو اضطرابات الغدة الدرقية من أهم أسباب قلة دم الدورة، فتعاني النساء دورات غير منتظمة أو خفيفة نتيجة للخلل الهرموني المرتبط بهذه الحالات.

لمزيد من المعلومات: هل قلة دم الدورة يدل على ضعف التبويض ؟

الحمل أو الرضاعة

في بعض الحالات، قد يكون الحمل سببًا في توقف الدورة الشهرية أو ظهور نزف خفيف يظنه البعض دورة شهرية، لكنه في الواقع مرتبط بالحمل المبكر (نزيف الانغراس).

بالإضافة إلى ذلك، فخلال فترة الرضاعة الطبيعية، يُفرز هرمون البرولاكتين، الذي يمنع الإباضة ويؤدي إلى دورات شهرية خفيفة أو غيابها تمامًا.

متى يجب القلق من قلة دم الدورة؟

في أغلب الأحيان، لا تكون قلة دم الدورة مدعاة للقلق، خاصة إذا كانت منتظمة إلى حد ما، ومع ذلك فمن الأفضل استشارة الطبيب لعمل الفحوصات وتحليل الحالة الصحية العامة إذا استمرت المشكلة فترة طويلة أو كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل:

  • الألم الشديد.
  • تغييرات غير طبيعية في الجسم.
  • آلام في الحوض.
  • الشعور بصداع شديد.

الخلاصة..

قلة دم الدورة قد يكون مؤشرًا على وجود خلل صحي، لذلك من المهم استشارة الطبيب لتحديد أسباب قلة دم الدورة الشهرية الدقيقة والحصول على العلاج المناسب.

تواصلي مع مركز زينة الحياة للخصوبة وأطفال انابيب وحقن مجهري للحصول على الاستشارة الطبية في حال استمرار الأعراض لفترة طويلة.