نسمع كثيرًا عن حدوث حمل طبيعي لدى سيدات أنجبن للمرة الأولى بالحقن المجهري، ويثير هذا الأمر تساؤلات عدة في أذهان الكثيرات.. هل تزيد فرص الحمل الطبيعي بعد الحقن المجهري في جميع الحالات؟ وهل يمكن حدوث حمل طبيعي بعد فشل الحقن المجهري؟

نناقش خلال هذا المقال تفاصيل عدة حول إمكانية الحمل الطبيعي بعد الحقن المجهري سواء المحاولات الناجحة أو التي تبوء بالفشل والتدخل الطبي الأمثل في مثل هذه الحالات.

متى يكون الحقن المجهري هو البديل الوحيد للحمل الطبيعي؟

يصبح الحقن المجهري الحل النهائي والوحيد لتحقيق حلم الإنجاب لدى الحالات التي عانت من تأخر الإنجاب خلال مدة تتراوح من سنة إلى سنة ونصف من الزواج – بالرغم من ممارسة العلاقة الزوجية بانتظام-، أو الحالات التي فشلت جميع محاولات العلاج الدوائية في مساعدتها على الإنجاب.

فينصح الأطباء بعض الحالات بالخضوع للحقن المجهري عند فشل جميع محاولات العلاج في تحسين الحالة وزيادة فرص الحمل الطبيعي، ومن تلك الحالات:

  • انسداد قنوات فالوب.
  • أورام الرحم الليفية.
  • بطانة الرحم المهاجرة.
  • انخفاض مخزون المبيض وضعف التبويض.

أما بالنسبة للرجال الذين تستدعي حالتهم الحقن المجهري، فتشمل:

  • انعدام الحيوانات المنوية لدى الزوج.
  • قلة العدد والحركة وزيادة التشوهات في الحيوانات المنوية للزوج.
  • تأخر الإنجاب غير معلوم السبب لأكثر من 3 سنوات زواج.

فرص الحمل الطبيعي بعد الحقن المجهريهل تزداد فرص الحمل الطبيعي بعد الحقن المجهري؟

تختلف الإجابة عن هذا سؤال “هل تزيد فرص الحمل الطبيعي بعد الحقن المجهري؟” تبعًا للظروف الصحية لكل حالة والسبب الأساسي وراء خضوعها للحقن المجهري وعمر الزوجين، وعدة عوامل أخرى لا يستطيع تقييمها سوى الطبيب المتابع للحالة وعلى دراية بكل تفاصيلها، ولكن يمكننا تقسيم الإجابة عن هذا السؤال إلى قسمين تبعًا لما توصلت إليه أحدث الدراسات بخصوص هذا الموضوع:

فرص الحمل الطبيعي بعد الحقن المجهري الناجح

تشير الدراسات الحديثة إلى أن النساء الخاضعات لتجارب ناجحة مع عملية الحقن المجهري تزداد لديهن فرص حدوث الحمل الطبيعي بنسبة 20% خلال أول سنتين بعد محاولة الحقن المجهري الناجحة، ويرجع ذلك إلى تحسن كفاءة البويضات وبطانة الرحم، وتأثير الهرمونات المنشطة التي تُعطى للزوجة خلال خطوات الحقن المجهري.

ولكن يجدر بنا أن ننوه على أن هذه الحقائق لا تنطبق على جميع الحالات الخاضعة للحقن المجهري، ففي حالات انسداد قنوات فالوب لدى الزوجات أو انعدام الحيوانات المنوية لدى الأزواج، لا يمكن الإنجاب طبيعيًا حتى بعد الخضوع للحقن المجهري.

فرص الحمل الطبيعي بعد فشل الحقن المجهري

قد تستبعد بعض النساء إمكانية الحمل الطبيعي بعد الحقن المجهري الفاشل، لكن توجد عدة حقائق تعطي مزيدًا من الأمل، أولها أن إرادة الله فوق كل شيء، وثانيها ما أثبتته الدراسات الحديثة أن النساء الخاضعات لمحاولات حقن مجهري فاشلة ولا يعانين أي مشكلات خطيرة تعيق الحمل تزداد لديهن فرص الحمل الطبيعي بنسبة 10% خلال أول سنتين بعد محاولة الحقن المجهري الفاشلة.

المزيد حول إجابة سؤال: هل يحدث حمل طبيعي بعد فشل الحقن المجهري؟

الحالات الخاضعة للحقن المجهري دون وجود أي معيقات للحمل، كالزوجات التي تخضع لتلك التقنية بسبب سفر الزوج، تزداد لديهن فرص الحمل الطبيعي بعد فشل محاولة الحقن المجهري الأولى.

أما عن الحالات التي تعاني من مشكلات صحية تعيق حدوث الحمل طبيعيًا، مثل انعدام الحيوانات المنوية عند الأزواج فلا يحدث الحمل بعد فشل الحقن المجهرى سوى بمحاولة أخرى للحقن.

اقرا ايضا  : تجربتي مع الحقن المجهري بالتفصيل

كيف يمكن زيادة فرص نجاح الحقن المجهري بعد فشل المحاولة الأولى؟

نجد أن الكثير من الزوجات يتمكن من تحقيق حلم الإنجاب من المحاولة الثانية للحقن المجهري، وذلك من خلال تجنب أسباب فشل المحاولة الأولى، واتباع التعليمات التالية:

  • مراقبة الدورة الشهرية بعد المحاولة الأولى واستشارة الطبيب إذا عانت الزوجة عدم انتظامها، ومن الطبيعي أن تنتظم الدورة الشهرية بعد حوالي أسبوع من فشل محاولة الحقن المجهري.
  • استشارة الطبيب حول الموعد المحدد لاستئناف الجماع بعد فشل الحقن المجهري.
  • إجراء كافة الفحوصات والتحاليل اللازمة لتجهيز الزوجين للمحاولة الجديدة.
  • الالتزام بكافة نصائح الطبيب خلال خطوات الحقن المجهري المختلفة.
  • نقل أجنة مجمدة إلى رحم الأم بعد تجهيزه لذلك.

هل تتعرض الزوجة لآثار جانبية نتيجة محاولات الحقن المجهري المتكررة؟

قد تتعرض بعض الزوجات لمضاعفات إثر الخضوع لمحاولات حقن مجهري متكررة، ولكن يجب أن نشير إلى أن نسبة التعرض لهذه المضاعفات ضئيلة جدًا إذا تمت العملية تحت إشراف مركز طبي يضم نخبة من الأطباء ذوي الخبرة والمهارة العالية.

من أبرز تلك المضاعفات: 

  • متلازمة فرط تنشيط المبيض: تُصاب بها الزوجات نتيجة الحصول على جرعات زائدة من أدوية تنشيط التبويض، ما يتسبب في ارتشاح السوائل في جسم الزوجة، خاصة في البطن والصدر، ويؤدي إلى الإصابة بأعراض خطيرة مثل ضيق التنفس.
  • الحمل بأكثر من جنين: يحدث عند زرع أكثر من جنين في أثناء عملية إرجاع الأجنة مما يُشكل حِملًا جسديًا كبيرًا الزوجة.
  • الشعور بآلام مصاحبة لخطوات العملية مثل الآلام المصاحبة لسحب البويضات.
  • حدوث حمل خارج الرحم لنسبة ضئيلة من النساء.