تولد كل فتاة وبداخلها غريزة الأمومة التي تكبر معها شيئًا فشيئًا، لتحقق هذا الحلم بالزواج والإنجاب، ولكن بعض النساء يعيقها عن تحقيق هذا الحلم طبيعيًا بعض المشكلات الصحية، لذا يكون الحقن المجهري هو طريقها الوحيد لتحقيق هذا الحلم.
نعرف في هذا المقال تفصيلًا كيف يتم الحقن المجهري، والخطوات التي يتخذها الطبيب لتجهيز كلا الزوجين للعملية، والمدة التي تستغرقها، لذا لا تفوتك هذه المعلومات القيمة.

متى ينصح الطبيب بالحقن المجهري؟

الحقن المجهري هو إحدى تقنيات التلقيح الصناعي المتبعة في علاج تأخر الإنجاب، وذلك عن طريق إخصاب البويضة الناضجة بحيوان منوي عالي الجودة معمليًا، وإتاحة الفرصة للأجنة بالنمو في بيئة مناسبة، ثم نقلها لرحم الأم لتبدأ رحلة الانغراس وحدوث الحمل بنجاح.

ويعد الحقن المجهري هو الخطوة الأولى والوحيدة في العلاج لدي بعض الحالات المرضية، من أبرز هذه الحالات:

  • النساء التي تعاني من بطانة الرحم المهاجرة التي تعيق حدوث الحمل أو ثباته.
  • أورام الرحم الليفية التي تمنع حدوث الحمل أو تسبب الإجهاض المتكرر.
  • انسداد قناة فالوب بالكامل، الأمر الذي يمنع وصول الحيوانات المنوية للبويضات الناضجة.
  • انخفاض جودة الحيوانات المنوية للزوج، من حيث العدد والحركة والشكل.
  • ضعف التبويض أو انعدامه.
  • انخفاض الخصوبة لدى الزوجة نتيجة التقدم في العمر.

كيف يتم الحقن المجهري؟…خطوات ما قبل الحقن المجهري

قبل الإجابة عن سؤال “كيف يتم الحقن المجهري؟” وذكر خطوات العملية بالتفصيل، يجب أن نوضح أن الطبيب يضع خطة تجهيزية لكل من الزوجة والزوج قبل الخضوع لـ عملية الحقن المجهري، وذلك حسب المشكلة التي يعانيها أى منهما والتي أدت إلى تأخر الإنجاب.
ونشير إلى أن تجهيز كلٍ من الزوج والزوجة قبل العملية لا يقل أهمية أبدًا عن خطوات العملية، ويعد عاملًا أساسيًا من عوامل نجاحها.

تجهيز الزوجة

باتخاذ الطبيب قرار الحقن المجهري، تكون أولى الخطوات للاستعداد لهذا الإجراء هو وضع بروتوكول تجهيزي للزوجة بهدف الحصول على أكبر قدر من البويضات الناضجة من خلال تنشيط التبويض دون تعريض حياتها للخطر، وذلك عن طريق مجموعة من الخطوات، منها:

  • أخذ التاريخ المرضي للزوجة، ومعرفة مدى استجابتها السابقة لتجارب تنشيط التبويض.
  • إجراء بعض الفحوصات لتقييم وضع المبايض والرحم، مثل تحليل هرمون الاسترادايول، وفحص السونار المهبلي.
  • وضع بروتوكول العلاج المناسب لكل حالة لتنشيط التبويض بجرعات محددة وخلال أيام معينة من دورة التبويض، وذلك لأن حالات تكيس المبايض يختلف بروتوكولها في التنشيط عن الحالات الأخرى.
  • إجراء بعض التحاليل التي تقيّم نجاح بروتوكول التنشيط، وهو تحليل هرمون الـ E2.
  • مراقبة سمك جدار الرحم خلال فترة التنشيط، والتأكد من خلوه من أي زوائد أو أورام ليفية عن طريق الموجات فوق الصوتية.

تجهيز الزوج

  • تقييم عينة السائل المنوي للزوج، وفي حالة وجود حيوانات منوية بحالة جيدة في الشكل والحركة والعدد يتم تجميد السائل المنوي معمليًا إلى أن يتم تجهيز الزوجة.
  • عند انخفاض كفاءة السائل المنوي، أو عدم وجود عددٍ كافٍ من الحيوانات المنوية، تؤخذ عينة من خصية الزوج، وتُعالج معمليًا للحصول على حيوانات منوية قادرة على تخصيب البويضة خلال العملية.

اقرا ايضا : تجربتي مع الحقن المجهري بالتفصيل

تجربتي مع الحقن المجهري بالتفصيل

كيف يتم الحقن المجهري بالتفصيل؟

بعد تطبيق الخطة التجهيزية لكل من الزوج والزوجة، يحدد الطبيب موعد العملية بحسب استجابتهما لبروتوكول العلاج، وتجرى العملية خلال مجموعة من الخطوات، وهي:

استخراج البويضات

بعد وضع الخطة المناسبة للزوجة لتنشيط التبويض، ومراقبة الطبيب لوضع المبايض، ووجود عدد كاف من البويضات الناضجة الجاهزة للإخصاب، يسحب الطبيب البويضات عن طريق المهبل باستخدام إبرة دقيقة، ويتابع الطبيب مسارها عن طريق الموجات فوق الصوتية.

الإخصاب المعملي

بعد سحب البويضات الناضجة بساعات قليلة (أقصاها 36 ساعة)، تُحضر عينة السائل المنوي الخاصة بالزوج، وتُحقن البويضات المخصبة بالحيوانات المنوية باستخدام إبرة رفيعة جدًا، وتُراقب حالة البويضات المخصبة وتوضع في بيئة مناسبة لانقسام الخلايا ونمو الأجنة لمدة 3-5 أيام.
عند وصولها إلى مرحلة مناسبة من النمو، يحدد الطبيب -حسب حالة الأم- الوقت الذي تُنقل الأجنة فيه لرحمها.

إرجاع الأجنة المخصبة للرحم

قبل إقدام الطبيب على خطوة إرجاع الأجنة، يستعين ببعض الأدوية التي تهيؤ الرحم لاستقبالهم، ثم تُنقل في اليوم الـ 3-5 من عملية الإخصاب عن طرق أنبوب صغير ومرن يمر عبر عنق الرحم وصولًا إلى بطانة الرحم، فتغرس الأجنة.
بهذا نكون قد أجبنا تفصيلا عن سؤال “كيف يتم الحقن المجهري للبويضة؟” والخطوات التي تُجري بعد عملية الإخصاب المعملي الناجح.

كم تستغرق عمليّة الحقن المجهري؟ ومتى يثبت الحمل بعد العملية؟

في الحقيقة إن عملية الحقن المجهري عملية بسيطة جدًا، تستغرق مدة قصيرة تتراوح من 30- 45 دقيقة، ولكن ما يأخذ أسابيع طويلة هو تجهيز الزوجة والزوج لعملية الحقن المجهري. فتتراوح المدة اللازمة للحقن المجهري من 3-5 أسابيع وقد تزيد أو تقل عن هذه المدة حسب البروتوكول العلاجي الطويل أو القصير،  ويمكن للزوجة الاطمئنان على نتائج العملية بعد مرور نحو 10-14 يوم من إرجاع الأجنة، عن طريق إجراء تحليل هرمون الحمل في الدم.

باستكمال الحديث عن تقنيات الحمل المساعد، نشير إلى أن الحقن المجهري ليس التقنية الوحيدة الناجحة في علاج حالات تأخر الإنجاب، بل هناك تقنيات أخرى أثبتت نجاحًا في تحقيق حلم الإنجاب للكثير من السيدات، منها تقنية أطفال الأنابيب.

ما الفرق بین الحقن المجهري واطفال الانابيب؟

كما ذكرنا سابقًا أن الحقن المجهري وأطفال الأنابيب كلاهما تقنيات ناجحة في علاج تأخر الإنجاب، و تعتمدان على نفس الفكرة، وهو استجلاب بويضات ناضجة من مبايض الأم من خلال برنامج تنشيط تبويض مناسب للحالة، وخلق بيئة مناسبة معمليًا للحيوان المنوي والبويضة لحدوث الإخصاب.
ولكن الفرق بين الحقن المجهري واطفال الانابيب هو عدم تدخل الطبيب في عملية الإخصاب في تقنية أطفال الأنابيب، بل يترك الحيوان المنوي والبويضة معًا في أنبوب معملي حتى تمام الإخصاب، ولكن تقنية الحقن المجهري يحقن فيها الطبيب البويضة باستخدام إبرة رفيعة بالحيوانات المنوية ذات الجودة العالية.

مركز زينة الحياة

يضم المركز نخبة من الأطباء ذوي الخبرة الكبيرة في عمليات الحقن المجهري والخطوات التجهيزية الخاصة بمختلف الحالات، والتي يضعها كل من:

أ.د/محمود الشافعي دكتور النساء وعلاج العقم بطب الزقازيق – ومؤلف الأطلس العالمي لدراسة البويضات بالمجهر الالكتروني.

أ.د/ايمان محفوظ دكتورة النساء وعلاج العقم بطب الزقازيق.