مدير مركز زينة الحياة للخصوبة وأطفال الأنابيب والحقن المجهرى بالزقازيق
الدكتور محمود الشافعى من مواليد الزقازيق يناير التاسع عشر لعام ١٩٦٤ ، تخرج فى جامعة الزقازيق نوفمبر ١٩٨٧ وكان من أوائل دفعته، قرر بعد تفكير عميق الإلتحاق بقسم النساء والتوليد آملاً فى أن يكون طبيباً لعلاج العقم وأطفال الأنابيب بعد تأثره بالبروفيسور إدوارد مكتشف علم الإخصاب الصناعى (أطفال الأنابيب) والذى تنسب إليه ولادة أول طفلة من عملية أطفال الأنابيب عام ١٩٧٨ بمساعدة البروفيسور استبتو حيث يطلق على هذه العملية (أطفال الأنابيب).

 


 

تجربة إدوارد واستبتو لعام ١٩٧٨ والطفلة التى ولدت من هذه التجربة تبلغ اثنان وأربعون عاماً حالياً واسمها لويس براون.
بدأ الحلم لهذا التخصص وهو طبيب مقيم بمستشفيات جامعة الزقازيق، حيث كان اهتمامه الأكبر هو علم الغدد الصماء الخاص بالنساء والتوليد مما يشتمل على أمراض معقدة جداً فى دراستها وعلاجها كبدايات الدورة الشهرية عند البنات وأسباب اضطرابها وكذا انعدامها وتأخر أو سرعة البلوغ لدى الفتيات.أول معركة علمية
كانت فى عام ١٩٩2 حيث أنه كان يستعد لاختبار الجزء الثانى من الماجستير ولم يكن مقتنعاً بنظرية البلوغ المبكر للفتيات الكفيفات (معدومة البصر) وقام بكتابة خطاب إلى بروفيسور يدعى (ناتان كيس) مخاطباً إياه بأن النظرية مقلوبة وقبلها قد عرض الأمر على عدة أطباء من أقرانه فى القسم وكذا الأساتذة ولم يقتنعوا بذلك، فجاء رد البروفيسور بالتصديق على نظرية الدكتور محمود الشافعى وتصحيح هذا الخطأ فى مرجعه فى النسخ المستقبلية ولقد نال بها تكريماً خاصاً من أساتذة النساء والتوليد فى الجامعة وخارجها والذين قاموا باعطاءه درجة الماجستير وبإعلامهم أنه صاحب تغيير هذه النظرية.
وحين أتم دراسة الماجستير فى جامعة الزقازيق لم يكن حظ التعيين كمدرس مساعد لأقرانه فى قسم النساء والتوليدوكذا بعض الأطباء فى أفرع أخرى للطب وذلك لأسباب إدارية فى جامعة الزقازيق عام ١٩٩٢م.
قرر مباشرة السعى وراء هدفه الأساسى وهو دراسة علاج العقم وأطفال الأنابيب فقام بمخاطبة الجامعة مباشرة فى حقه فى تسجيل درجة الدكتوراه وبالفعل تم تسجيل رسالة دكتوراه مجهولة الملامح بمساعدة جامعة عين شمس تحت مسمى (دراسة البنية المستدقة بالمجهر الإلكترونى للبويضات الادمية التى لم يتم أو لم ينجح إخصابها بطريقتى أطفال الأنابيب والحقن المجهرى).

هنا أود أن أذكر أن الحقن المجهرى نجح عالمياً سبتمبر ١٩٩٢ لولادة أول طفل على يد مجموعة من بلجيكا وإيطاليا ويدىِ العالم المبتكر لهذه التقنية بروفيسور باليرمو وهو إيطالى الجنسية وكان عمرالدكتور محمود الشافعى فى هذا الوقت ٢٨عام) وهو لم يمتلك وظيفة بالجامعة أن يخوض هذه التجربة ١٩٩٣ أى بعد نجاح الحقن المجهرى بشهور قليلة، مع التذكير بأنه كان يوجد فى هذا الوقت فى العالم أعداد قليلة جداً من أجهزة الحقن المجهرى منهم عدد اثنان فقط فى جمهورية مصر العربية ولم يبدأ العمل بهم.
قضى الدكتور محمود الشافعى قرابة العام فى محاولات لبداية البحث العلمى لهذه التقنية الصعبة فى مصر ولم ييأس مبتدئاً بالمراسلة للجامعات الأوروبية وقبلته جامعتان الأولى فى استراليا حيث أنه يوجد بروفيسور بدأ هذه التقنية على نطاق ضيق والأخرى فى دولة البرتغال حيث يوجد بروفيسور شاب متمرس فى الميكروسكوب الإلكترونى يدعى ماريو سوزا وهو بالفعل أستاذ لبيولوجيا الخلايا الأدمية ويعمل بمجال مساعدة الإخصاب وأطفال الأنابيب وكان ضمن الذين بدأوا بممارسة الحقن المجهرى.
وأخيراً قرر الدكتور الشافعى السفر إلى فرنسا لمقابلة البروفيسور أولاً فى باريس حيث كان يعمل مؤقتاً فى جامعة كليرمونت ثم توجه لبدء البحث العلمى فى مدينة بورتو فى دولة البرتغال، وفى خلال عامى الدراسة فى البرتغال تعلم كل فنون هذا العلم (أطفال الأنابيب والحقن المجهرى) بجانب اتمام البحث العلمى عن الميكروسكوب الإلكترونى والبويضات الأدمية وفى أغسطس ١٩٩٦ حصل الدكتور محمود الشافعى على أول درجة دكتوراه علمية فى علم الأجنة وأطفال الأنابيب وكذلك العمل بالميكروسكوب الإلكترونى (Ph.D) وفى ديسمبر فى نفس العام ١٩٩٦ تم قبول رسالة الدكتوراه فى جامعتى عين شمس والزقازيق والجدير بالذكر أنها كانت أول رسالة دكتوراه متخصصة فى علم أطفال الأنابيب والحقن المجهرى فى الشرق الأوسط.

وتم نشر أول دراسة بالمجهر الإلكترونى فى العالم للبويضات بإسم الدكتور محمود الشافعى عام ١٩٩٧م بمؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأجنة والتكاثر البشرى.

ومع بداية ١٩٩٧ انهالت عليه عليه عروض العمل والتدريس بالعالم العربى والأوروبى فقرر أن يكمل مسيرة العلم أولاً لأنه كان يستشعر أنه مازال الكثير فى جعبة هذا العلم وقرر قبول عرض محاضر زائر فى جامعة ستالين بوش بمدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا حيث قام بتدريس دراسة البويضات بالمجهر الإلكترونى ومارس العمل فى أكثر من مستشفى فى مجال علم الإخصاب المساعد والحقن المجهرى والمناظير، خلال فترة إقامته فى كيب تاون بدأ الإعداد لمرجعه ألا وهو أطلس مصور لدراسة البويضات بالمجهر الإلكترونى وقام بالتنسيق مع جامعة بورتو بالبرتغال وستالين بوش كيب تاون ومراجعة فصول الأطلس مابين أوروبا وأمريكا وأستراليا وجنوب أفريقيا وأخيراً فى عام ٢٠٠٠ تم إصدار أول طبعة من هذا الأطلس الوحيد الذى لا يزال وحيداً فى تخصصه للآن، ونال به الدكتور محمود الشافعى أفضل كتاب ومرجع فى مساعدة الإنجاب بمؤتمر الجمعية الأوروبية ببولونيا بإيطاليا عام 2000م حيث قابل أستاذه المفضل البروفيسور ادوارد مخترع تقنية اطفال الانابيب وهنأه على هذا الإصدار الرائع وكان على إتصال مباشر به حتى توفاه الله عام ٢.١٣م.
وفى نفس العام ٢٠٠٠ تم حصول الدكتور الشافعى على زمالة أمراض النساء والتوليد مع درجة الشرف فى علم التكاثر البشرى وعلاج العقم وكان ترتيبه الأول على المجموعة المتقدمة لهذا العام ونال بها شهادة تقدير خاصة للتميز من عميد كلية الطب بجامعة ستالين بوش  بجنوب افريقيا.

فى خلال عمله بدولة جنوب أفريقيا لم ينسى أن يبدأ وحدة أطفال أنابيب فى أول مستشفى خيرى بمصر ألا وهى مستشفى مصطفى محمود بالمهندسين بالجيزة وتمت ولادة أول طفلة فى هذه المستشفى بالمجان (أغسطس ١٩٩٩( على يد الدكتور محمود الشافعى.

وخلال الأعوام من نهاية ٢٠٠٠ الى نهاية ٢٠٠٦ عمل بعدة مستشفيات بالخليج حقق فيها نتائج مبهرة وكان له شرف تقديم أول برنامج علاجى لدورة أطفال أنابيب بعقار يدعى المضاد Antagonist للتغلب على التنشيط الزائد فى حالات تكيس المبايض عام ٢٠٠٤ ومدون بالأبحاث العلمية أن أول برنامج للعقار المضاد يطبق كان على يد الدكتور محمود الشافعى وتشيد الدراسة بالنجاح الباهر لعمليات نقل الأجنة المجمدة لهذه الحالات.

فى عام ٢٠٠٧ عاد الدكتور الشافعى نهائياً لأرض الوطن والتحق بالجامعة كأستاذ للنساء والتوليد بعد غيبة ١٥ عام وفى ١٩ يناير ٢٠٠٧ تم إفتتاح مركز زينة الحياة للخصوبة وأطفال الأنابيب بالزقازيق.

ابتدأ المركز بداية قوية بمرافقة زوجته أ.د. إيمان محفوظ أستاذ أمراض النساء والتوليد جامعة الزقازيق والمشرفة على كل تقنيات العمل بالمركز ورائدة علم تجميد البويضات والأجنة ليس بالزقازيق فقط بل بمصر كلها.

تمت ولادة أول توائم ثلاثة من الحقن المجهرى قبل انقضاء أول عام للعمل بالمركز مما يثبت نجاح التقنيات منذ بداية التشغيل، ثم نجاح أول حالة للحقن المجهرى من عينة خصية لزوج منعدم الحيوانات المنوية فى سبتمبر ٢٠٠٧ وتمت ولادة أول طفلة فى مايو ٢٠٠٨ وفى نفس العام تمت ولادة أول توأم من أجنة مجمدة وكانت أول عملية ناجحة لنقل أجنة مجمدة فى الدلتا وليس فى الزقازيق فقط.

 

حرص الدكتور محمود الشافعى وفريق العمل على تقديم كل ماهو جديد ومفيد فى نفس الوقت للمرضى حيث اكتشف الدكتور محمود منذ بداية عمله أوروبا ماهية الأبحاث العلمية، فنجاح البحث العلمى يكمن فى امكانية تطبيقه على المرضى وليس التشدق بألفاظ علمية ضخمة.

فكان الدكتور محمود منذ عام ٢٠٠١ ضمن مجموعة علمية تدعى المهتمين بالأعمال المتخصصة كعلم الأجنة والغدد الصماء والوراثة والفحص الوراثى للأجنة وهذه الجمعية تنتمى للجمعية الأوروبية لعلم الأجنة والتكاثر البشرى.

فهو أول من طبق برنامج تجميد كل الأجنة والنقل فى دورة علاجية أخرى مما نتج عنه آلاف المواليد بدون تعب حيث أن الدورة العلاجية التى بها تنشيط زائد تكون مجهدة للسيدات.

وكذا برنامج علاج الغدة الدرقية الوقائى والحفاظ على هرمون البروجستيرون فى نسبة معينة عند يوم تحفيز التبييض.

وبالنسبة للتقنيات فمركز زينة الحياة يشمل كل ماهو حديث وجديد كحضانات اليوم الخامس، مرشحات الهواء المتكاملة، أعلى مستوى لأجهزة الحقن المجهرى وكذا ليزر الفحص الوراثى وتحديد أنواع الأجنة.

بالنسبة لجزئية مناظير الرحم هو أول من أدخل منظار الرحم الذي يسبق عملية الحقن المجهرى سواء كان طازجاً أم نقل مجمد للأجنة حيث يتم تحفيز الجدار ودراسة محتواه وفك الألتصاقات وإزالة أى لحميات أو حاجز رحمى إن وجد مما أحدث طفرة فى النتائج.

 

 

أما عن أحدث ما يقدمه المركز هو علاج حالات الإجهاض المتكرر بتعريض الأجنة للفحص الوراثى لإنتقاء الأجنة السليمة وتفادى حدوث حالات الإجهاض ….تشوه معين فى الأجنة.

 

منذ عام 2010 الى 2015 كان مؤسسا ومشرفا على مركز زينة الحياة للخصوبة واطفال الانابيب بمستشفى الدولى بالخرطوم (السودان) وحقق هذا المركز نتائج مذهلة الى ان تدهورت الاحوال الاقتصادية بالبلد الشقيق السودان فانتهى العمل بها فى 2015.