منذ حوالي ما يقرب من 30 سنة، ومع زيادة أعداد العائلات التي حُرمت الإنجاب طبيعيًا، بدأت أولى خُطوات اكتشاف الإخصاب المجهري التي بثت الأمل في نفوس البشر ووعدت باستمرار نسل العديد من الأسر مهما بدا ذلك مستحيلاً!
بدأت عملية اكتشاف أدق وسائل الإخصاب الذاتي (ICSI) على يد العالم”جيانبيرو باليرمو” ومساعده “هيوبرت جوريس”، وذلك بعد تجربة العديد من وسائل الإخصاب المعملية الأًخرى التي لم تُجد نفعًا مع عديد الحالات، حينها وَعَد بالميرو بحل المشكلة، قائلاً: “لن أترك ذلك الأمر ما حييت”، وهو الوعد الذي صار حديث العالم بأكمله.

 

unnamed

جيانبيرو باليرمو” مكتشف الحقن المجهري. 

تطور وسائل الإخصاب على مر الزمان

العديد منا لا يُدرك الفوارق بين مُختلف تقنيات الإخصاب المساعد، والتي تطورت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة.

تمثلت أولى خطوات العلماء أثناء اكتشاف وسائل الإخصاب المساعد في سحب عينة من السائل المنوي وحقنها مهبلياً، وقد نجحت تلك الطريقة في علاج البعض، إلا أنها واجهت العديد من العوائق، مثل:

  1. زيادة أحماض الرحم ما سبب موت الحيوانات المنوية.
  2. ضعف الحيوانات المنوية وعدم قدرتها على التخصيب. 

unnamed 1

التلقيح الصناعي هو حقن عينة سائل منوي مباشرة تجاه الرحم.

دفع ذلك الأمر العلماء إلى توجه آخر وهو الإخصاب خارج الجسم (In Vitro Fertilization أو IVF)، وهي عملية تُجرى عبر سحب بويضة ناضجة من الزوجة، وسحب عينة سائل منوي من الزوج، ودمجهمها معًا في ظروف بيئية محددة حتى يُخصب الحيوان المنوي البويضة ذاتياً دون تدخل خارجي (بشري).

unnamed 2

تتضمن عملية أطفال الأنابيب تلقيح البويضة الناضجة بالحيوان المنوي تلقائيًا خارج الرحم.

ولم تجد تلك الطريقة ثمارها المرجوة لعلاج العديد من الحالات، من بينهم:

  • مرضى ضعف سرعة الحيوانات المنوية.
  • أصحاب الحيوانات المنوية المُشوهة.
  • الأشخاص الذين يُعانون ارتفاع لزوجة السائل المنوي.

اتجه العلماء بعد ذلك إلى منظور أخر، وهو: نخر البويضة أثناء تركها مع السائل المنوي ( Partial zona dissection أو PZD) لمساعدة الحيوانات المنوية على اختراق البويضة، ونجحت تلك الطريقة مع البعض لكن -أسفًا- نتج عنها تلف البويضات الناضجة لدى البعض الآخر.

تعرف عن : الفرق بين الحقن المجهري واطفال الانابيب

من هنا بدأ الأطباء تطوير العملية، فصاروا يسحبون عينة من السائل المنوي لحقنها مباشرة في جدار البويضة (Subzonal Insemination أو Suzi). المدهش أن تلك الطريقة قد نجحت مقارنةً بالطرق السابق ذكرها، الأمر الذي دفع “هيوبرت جوريس” إلى البحث عن طريقة أكثر دقة لإجراء العملية حتى تمكن من الوصول إلى الحقن المجهري ( Intracytoplasmic sperm Injection أو ICSI).

unnamed 3

الفرق بين تقنيات نخر التبويض المساعد (PZD)، وحقن عينة سائل منوي عبر اختراق جدار البويضة (SUZI)، والحقن المجهري (ICSI). 

 

اكتشاف الحقن المجهري.. نبراس نور أضاء عتمة ليالِ مظلمة 

يروي لنا عالمنا جيانبيرو باليرمو أولى خطوات اكتشاف الحقن المجهري، قائلاً: “كنت أحاول الوصول إلى أقرب تقنية تُشبه دخول الحيوان المنوي إلى البويضة طبيعيًا، فحاولت نخر البويضات مراراً وحقن عينة السائل المنوي”.
ويُضيف: “ذات يوم أثناء محاولتي تخصيب البويضات انطلق حيوان منوي واحد فقط من العينة عن طريق الخطأ  بمحض الصدفة، شاهدت حينها نجاحاً غير مسبوق في إخصاب البويضة! ونظرت إلى مساعدي هوبرت، قائلاً: عزيزي، نحن بصدد اكتشاف طفلاً مجهريًا، فنظر لي مبتسمًا، وقال: لنفعلها”.
ويستكمل جيانبيرو حديثه: “بدأ يومها مساعدي “هوبرت” في حقن 12 بويضة باستخدام عينة كاملة من السائل المنوي واختراق جدار البويضات المعروفة بتقنية ” SUZI” التي كان قد تم وقفها في ذلك الوقت، وعلى صعيد آخر قام بفحص الأفضل بين الحيوانات المنوية ومن ثَم حقن حيوان منوي واحد فقط في بويضة أخرى”.
ويوضح: “كدت أجزم أن عمليات التخصيب تلك لن تكمل تطورها باستثناء الأخيرة التي سوف تكتمل جنيناً.. وقد كان! وسجل التاريخ اسمي في أول نجاح محاولة حقن مجهري”. 

حمل سيدات عانين تأخر الإنجاب بعد اكتشاف الحقن المجهري 

بدأ استخدام الحقن المجهري في أيامه الأولى لسيدات قد خضن محاولات عديدة للإخصاب خارج الجسم (IVF) ,ونخر البويضات( PZD)، وباءت جميع تلك المحاولات بالفشل؛ كان نجاح الحصول على جنين واحد من إحدى أولئك السيدات تحدٍ ومعجزة حقيقية !
فيما بعد أُجريت عملية الحقن المجهري لـ 48 بويضة من 4 سيدات، تلفت تسع بويضات منهن، وخُصبت 31 بويضة، نُقلت منهم 15 جنينًا مُخصبًا (Zygote) إلى الحضانات.
أجهضت إحدى السيدات وفقدت جنينها بسبب بعض العوامل الجينية لديها، بينما اكتمل حمل الثلاث سيدات الأخريات، وقد أنجبت إحداهم توأمًا (صبي وفتاة)، وأنجبت السيدتان المتبقيتين صبيين.

اعتماد الحقن المجهري كأدق وسائل الإخصاب المساعد

منذ ذلك الوقت، أصبح الحقن المجهري أدق وسائل الإخصاب المساعد وأكثرها نجاحًا، فهي تقنية تضمن اختيار أفضل الحيوانات المنوية وأكثر البويضات نضوجاً لإتمام الإخصاب، كما ساهمت تلك التقنية في تفادي إصابة الأطفال بالعديد من الأمراض الوراثية، ووصل الأمر إلى حد اختيار نوع الجنين في بعض الأحيان.
 يذكر أن الدكتور محمود يعتبر رائداً للحقن المجهري منذ عام 1994 حيث أنه كان ومازال واحداً من أول خمسة أطباء في مصر والشرق الأوسط مارسوا تقنية الحقن المجهري بنجاح منقطع النظير.
بخبرة تمتد لأعوام عدة، يُقدم مركز زينة الحياة عملية الحقن المجهري لكل الراغبات في علاج مشاكل تأخر الإنجاب معتمدًا على أحدث التقنيات والبروتوكولات العالمية لضمان حمل مُكتمل وآمن بإذن الله.

مركز زينة الحياة يُعَد أحد أهم وأفضل مراكز الحقن المجهري في مصر والشرق الأوسط بخبرة تمتد لأعوام طويلة، معتمدًا على أحدث تقنيات الحقن المجهري والإخصاب المساعد، تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمود الشافعي، والأستاذ الدكتور إيمان محفوظ، أصحاب الباع الطويل في علاج مشكلات تأخر الإنجاب بالحقن المجهري.
تواصلوا معنا الآن لحجز موعد مع خبراء الإخصاب المساعد في الشرق الأوسط.

اقرا ايضا : 
لماذا يُفضل الأطباء الحقن المجهري لعلاج تأخر الإنجاب؟
تكلفة عملية التفتيش المجهري للخصية